شهدت القاهرة الأسبوع الماضى توقيع عقد أعمال تطوير مشروع تطوير مجمع التحرير لتحويله لفندق عالمى يطلق عليه CairoHouse، وذلك فى إطار حرص الدولة على إعادة استغلال أصولها وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وخاصة في وسط القاهرة، وذلك بالتوازى مع البدء فى تنفيذ المراحل المختلفة لأعمال التطوير التى بدأَت بالقاهرة الخديوية.
وفى هذا الصدد وقع عقود التطوير كل من صندوق مصر السيادي والتحالف الأمريكى المصرى الفائز بأعمال تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير وإدارته، وفى البداية قال راندال لانجر الرئيس التنفيذى لمجموعة فنتشرز العالمية إن مشروع تطوير مجمع التحرير يعد من أهم المشروعات التى تولى الشركة لها اهتمامًا خاصًا فى المرحلة الحالية، والتى أطلقت عليه CairoHouse بالتعاون مع الحكومة المصرية ممثلة فى الصندوق السيادى، والذى تعامل مع الشركة بكل مرونة وجدية لإتمام المفاوضات فى أسرع وقت والتى لم تستغرق أكثر من 4 أشهر تقريبًا منذ فتح باب تقديم العروض.
وذكر أن فنتشرز العالمية سعيدة بالتعاون مع صندوق مصر السيادي لتطوير مجمع التحرير باعتباره أحد المعالم المميزة على مستوى العالم، وأحد الكنوز المعمارية المصرية، كما أنها نفتخر بتعاقدها مع مجموعة مميزة من الشركات المصرية التى ستضمن نجاح عمليات التطوير لهذا المبني الأيقوني.
وأضح أنه تم الإعلان عن فوز التحالف بتطوير مجمع التحرير آواخر 2021 لتحويله إلى فندق سياحى يتضمن مجموعة من الخدمات والوحدات والأجنحة والغرف الفندقية، و يضم التحالف كل من Oxford Capital Group وGlobal Ventures Group وAl Otaiba Investments .
وأكد أن التكلفة الاستثمارية الإجمالية لأعمال التطوير تصل لنحو 220 مليون دولار، موضحًا أن المجموعة لها مشروع مماثل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم المجموعة بتقديم عدد من الخدمات المتنوعة للمترددين على المبنى، كما تسعى للحفاظ على الطراز الخارجى و التراث المعمارى له.
من جانبه قال المهندس المعمارى سكت سافر إن مجمع التحرير بحظى بموقع مميز وفريد من نوعه كونه مطلًا على ميدان التحرير والمتحف المصرى ويقع بالقرب من النيل وعدد من المقرات الدبلوماسية الهامة، موضحًا أن فكرة تطوير مجمع التحرير تتضمن خطة تم الاتفاق عليها مع الجهات المعنية لتتم على مدار 31 شهرًا بدأت من يونيو الماضى.
وأضاف أنه فيما يتعلق بتطوير مشروع مجمع التحرير، فسوف يتم تطويره من الداخل ليضم أكثر من 300 غرفة فندقية، بجانب مجموعة من الأجنحة الفندقية، وعددًا من الأنشطة الخدمية الفندقية سواء مطاعم الكافيهات، موضحًا أنه من الممكن إقامة ممرات أسفل المبنى.
وذكر بأن المنطقة التى تتوسط المبنى سيتم تجهيزها لتكون منطقة استقبال، مع عمل تعديلات لمساحات الغرف لتتناسب مع المخطط الداخلى للمبنى، بجانب تعديل عدد من الغرف الأخرى بتصميمات محددة نظرًا للإطلاله التى تحظى بها، موضحًا أنه سيتم تنفيذ نموذج على شكل هرم أمام المبنى ليكون علامة مميزة للمبنى بجانب عمل هيكل على شكل زهرة اللوتس بالتوازى مع تطوير جناح اللوتس فى مشروع CairoHouse والمقام على مساحة 500 ألف متر مربع.
وأوضح أن مشروع CairoHouse يضم أكثر من 450 غرفة فندقية فاخرة وشقة فندقية، بالإضافة إلى مجموعة من الأماكن المخصصة لتقديم الخدمات السريعة والتى تتميز بخدمة فندقية وكذلك مجموعة من الأماكن المخصصة للترفيه، مشيرًا إلى أن المشروع سيضم مساحة كبيرة للاجتماعات والفعاليات تبلغ 85000 متر مربع، بالإضافة إلى إقامة مشروعات خدمية أعلى المشروع تتضمن حمامات سباحة وخدمات متعددة.
وصرح بأن المشروع يتضمن تنفيذ جناح لوتس هيكلي، ومكان داخلي وخارجي للمناسبات والحفلات وتوفير مساحة اجتماعات إضافية كبيرة تقدر بـ 15 ألف قدم مربع، مؤكدًا أن إجمالى الأجنحة الفندقية التى يتم تنفيذها بالمشروع نحو أكثر من 50 جناحًا يتم تصميمها بشكل بانورامى.
وتابع: المشروع يتضمن منطقة اللوتس والمقامة فى المنطقة الخارجية للمبنى، تتضمن عددًا من الخدمات مع أماكن مخصصة للفاعليات والمهرجانات ترفيهية بشكل مستمر، ومن المقرر أيضا أن يقيم التحالف المطور لمجمع التحرير شكل هرمي في مقدمة المجمع للحفاظ علي الهوية البصرية للقاهرة التي تجمع بين عراقة الماضي وتطور الحاضر.
وكشف أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في مصر والمنطقة والذي تم تصميمه لتقديم تجربة فندقية فاخرة على أرض مصر، ومن المخطط للمشروع أن يضم أكبر وجهة ترفيهية مفتوحة على سطح المبني ستكون الأكبر من نوعها في القاهرة، مؤكدًا أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو الرؤية المستقبلية لمنطقة وسط القاهرة بعد التطوير، ليعد دعمًا مباشرًا لنوع جديد من الاستثمار في الاقتصاد المصري.
محمد طارق: العديد من الجهات تشرف على التطوير لقيمته التاريخية
من ناحيته ذكر المهندس محمد طارق المدير التنفيذى لمنطقة شمال إفريقيا لشركة اتحاد المقاولين CCC للمقاولات أن الشركة تعمل بالسوق المصرى منذ أكثر من ربع قرن، وحرصت الشركة للمنافسة للفوز بتنفيذ أعمال التطوير الخاصة بمجمع التحرير نظرًا لاهميته، وهذا يتطلب عمل من نوع خاص لتحويل المبنى من نشاط إدارى إلى فندقى، موضحًا أن هناك جموعة من الجهات المعنية تتابع الأعمال وتستهدف تزليل أى معوقات.
وأضاف أن الفكر القائم للدولة المصرية بتحويل منطقة وسط البلد لمنطقة داون تاون القاهرة الكبرى من خلال الارتقاء بمستوى العمران ورفع كفاءته بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية بتلك المناطق، ويعد مجمع التحرير هو أول مبنى يتم التعامل عليه بتلك الآلية، موضحًا أن ذلك يأتى في إطار خطة الدولة لإعادة استغلال أصولها وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتطوير منطقة وسط القاهرة كواحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي.
أحمد عثمان: تحديد مدخل CairoHouse من جهة شارع الشيخ ريحانى
وفى هذا السياق قال أحمد عثمان الرئيس التنفيذى لشركة كروم لإدارة المشروعات والمسئول على الإشراف على أعمال التطوير، إن قرار إعادة استغلال الأصول القائمة بمنطقة وسط البلد يعد ضمن أفضل القرارات التى اتخذتها الحكومة فى الآونة الأخيرة، خاصة فى ظل الاستعداد الخاص للانتقال إلى العاصمة الإدارية وترك المقرات الإدارية بمنطقة وسط البلد.
وأضاف أن الاشتراطات البنائية التى تم تحديدها الدولة بمنطقة وسط البلد أصبحت تسهل وتقضى على أية معوقات أمام المستثمرين، مشيرًا إلى أن قبل البدء فى طرح تطوير مشروع مجمع التحرير تم التعاون بين الصندوق السيادى وإحدى الشركات العالمية لعمل دراسات مرورية لتحديد احتياج المبنى من جراجات، والتى نتج عنها احتياج المبنى لنحو 700 ساحة انتظار سيارة، وهو ما يتم توفيره بزيادة 200 ساحة سواء بجراج عمر مكرم أو جزء من جراج التحرير والمخصص للاتوبيسات السياحية المترددة على الفندق، بالإضافة إلى الدراسات التى تناولت حركة ومسار الحركة المرورية، كما تم التواصل مع الجهات المعنية لفتح شارع الشيخ ريحانى ليكون هو المدخل الرئيسى للمبنى.
وذكر أن الدراسات التى تم عملها لتحديد نشاط هذا المبنى أكدت على أن القاهرة الكبرى بحاجة لمزيد من الغرف والوحدات الفندقية، خاصة وأن الدراسات التى تم الوصول إلى نتائجها جاءت قبل البدء فى طرح المبنى.
وعلى الصعيد ذاته قال المهندس شريف جمال الشريط بشركة RMS للاستشارات الهندسية أن الشركة تعمل كاستشارى محلى للمشروع مبنى مجمع التحرير هو علامة تاريخية تفوق الـ 70 عامًا، موضحًا أن المشروع يحظى باهتمام بالداخل والخارج، خاصة وأنه يتم التعامل مع المبنى بشكل دقيق نظرًا لمكانته التراثية والتاريخية.
وأوضح أن المشروع له متطلبات بالأنظمة الداخلية فى التشغيل والتطوير، حيث تم تشكيل فريق عمل على أعلى مستوى خاصة وأن الشركة تعاملت على أكثر من مشروع مماثل ومشابه لهذا المشروع، وأن الشركة شاركت فى أعمال التصميمات الخاصة بالمتحف المصرى الكبير الذى من المتوقع افتتاح المرحلة الأولى منه بنهاية العام الجارى، خاصة وأن نسبة تفيذ الأعمال فى مراحل متقدمة قاربت على الانتهاء.
وذكر بأن مشروع مجمع التحرير لن يتم تطويره منذ تنفيذه لأكثر من 70 عامًا، وليكون بداية لعودة الوجهة الحضارى لوسط القاهرة، ومع الحفاظ على الهيكل الخرسانى بالإضافة إلى تحويل نشاط المبنى من إدارى إلى سياحى، وهذا يتطلب معطيات خاصة تم تصميم أعمال التطوير عليها.
وقال إن استخدامات المبنى تم تحديدها وفقا لدراسات السوق، والتى أقرت بأن النشاط السياحى الفندقي أفضل نشاط لهذا المشروع، خاصة وأن السوق المصرى تغير بشكل كبير فى مجال الخدمات والفندقة ونحن ندرك دعم الحكومة للمستثمرين الأجانب، ومن خلال خلفية عملى السابقة فإننا نقوم بتطوير مكان بالقاهرة ونركز على الاستفادة منها، مؤكدًا أن الشركة شاركت فى التصميمات النهائية للمرحلة الأولى لمشروع المتحف القومى، والذى تم الانتهاء من تنفيذها، وفى انتظار افتتاحها بنهاية العام.
تعليقات
إرسال تعليق